التخطي إلى المحتوى الرئيسي

انظر أيضا

اختبار مهني في تخطيط انظمة الاعلام الآلي

الإشاعات على الانترنت

الإشاعات على الانترنت

مقدمة 


تعتبر الإشاعات والأخبار الكاذبة من المشكلات الكبيرة التي تواجه المجتمعات في العصر الحالي، حيث تنتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي وتؤثر على الرأي العام والثقة في المعلومات. وعلى الرغم من أن الإشاعات والأخبار الكاذبة توجد منذ فترة طويلة، إلا أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد زادت من انتشارها وتأثيرها.

ولمواجهة هذه المشكلة، يجب علينا فهم أسباب انتشار الإشاعات وأهدافها، وكذلك معرفة الأدوات والتقنيات التي يستخدمها الناشرون لإنشاء وترويج الأخبار الكاذبة. ويتطلب ذلك تعزيز الوعي الإعلامي والقدرة على التحري والتحليل النقدي للمعلومات.

وتأتي هذه المذكرة لتسليط الضوء على دور شبكات التواصل الاجتماعي في ترويج الإشاعات، والأساليب التي يستخدمها الناشرون لإنشاء وترويج الأخبار الكاذبة، وكذلك لاستكشاف آثارها على المجتمعات. كما سيتم تقديم بعض التوصيات حول كيفية محاربة هذه الظاهرة والحد من تأثيرها.


يعد موضوع الأشاعات على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من المواضيع الهامة والمثيرة للجدل في الوقت الحالي. ولعل أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الأمر هو انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يسهل عليها نشر الأخبار والمعلومات والأشاعات بشكل سريع وفعال.


يمكنك البحث عن دراسات سابقة حول دور شبكات التواصل الاجتماعي في ترويج الأشاعات، حيث يمكن الاستفادة من هذه الدراسات في مذكرتك. وفيما يلي بعض النقاط التي يمكنك الاستفادة منها:


1- ترويج الأشاعات على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الأضرار، بما في ذلك تأثير سلبي على الثقة في الأخبار والمعلومات، وتسبب في انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة.


2- يمكن للأشخاص الذين يروجون للأشاعات على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي الحصول على فوائد كبيرة من خلال زيادة التفاعل والانتشار لمحتواهم، مما يمكن أن يؤدي إلى جذب عدد كبير من المتابعين والمعجبين.


3- وفقًا للدراسات الحديثة، يمكن أن يتم ترويج الأشاعات على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل أكبر خلال الأحداث الكبرى، مثل الانتخابات والأزمات الاجتماعية والأحداث الرياضية الكبرى.


4- يمكن للشركات والأفراد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لترويج الأشاعات من خلال إنشاء حملات إعلانية مدفوعة وشراء المتابعين والإعجابات والتعليقات، مما يؤدي إلى زيادة الانتشار والتفاعل مع المحتوى المضلل.


5- من المهم التعرف على الطرق التي يستخدمها الأشخاص الذين يروجون للأشاعات، مثل استخدام العناوين الزائفة والصور المزيفة وتغيير الحقائق والأرقام، وكذلك الاستخدام الخبيث للتحريض والتأثير على الرأي العام.


6- يجب على الأفراد والشركات والحكومات تطوير استراتيجيات لمكافحة ترويج الأشاعات على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، مثل نشر المعلومات الصحيحة والدقيقة والتحقق من مصادر الأخبار والمعلومات قبل نشرها، وتعزيز الوعي الرقمي والتدريب على التحقق من صحة الأخبار والمعلومات.


7- يمكن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي للكشف عن الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة، وكذلك لتتبع المصادر المشبوهة والحد من انتشارها على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.


تم ترويج العديد من الأخبار والمعلومات المضللة على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي حول أصل الفيروس والعلاجات المزعومة والوقاية منه، مما أدى إلى إثارة الذعر والقلق بين الناس وانتشار المعلومات الخاطئة.

وتحت هذه الأشاعات، تم ترويج أن الفيروس ينتقل فقط من الحيوانات إلى البشر، وهو أمر غير صحيح، فقد تم تأكيد أن الفيروس ينتقل بين البشر، كما تم ترويج أن الأسباب الرئيسية لانتشار الفيروس هي تناول الأسماك النيئة، وهو أمر غير صحيح أيضًا، فلم يتم تحديد الأسباب الدقيقة لانتشار الفيروس بعد.


بالإضافة إلى هذه الأمثلة، هناك العديد من الأشاعات التي تم ترويجها حول فيروس كورونا على شبكات التواصل الاجتماعي، ومن بين هذه الأشاعات:


ترويج الأخبار المضللة حول الوقاية والعلاجات الكاذبة، مثل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج الفيروس، والتي تثبت عدم فعاليتها عند البحث العلمي.


ترويج الأخبار المغلوطة حول المواقف الرسمية للحكومات والسلطات الصحية، مما يؤدي إلى الخلط والارتباك بين الناس حول الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الفيروس.


ترويج الأخبار المزيفة حول انتشار الفيروس، حيث يتم تضخيم الأعداد والإصابات دون أدلة واضحة، مما يؤدي إلى الخوف والهلع بين الناس ويعطل الاستجابة الصحية العامة.


ترويج الأخبار العنصرية والتمييزية ضد مجموعات محددة من الناس، مثل الصينيين والآسيويين بشكل عام، مما يؤدي إلى زيادة العنصرية والتمييز ويعرض هذه المجموعات للإساءة والاستهداف.


ترويج الأخبار الكاذبة حول انتشار الفيروس في مناطق محددة، مما يؤدي إلى الفزع والهلع بين الناس ويؤثر على الحركة التجارية والاقتصادية في هذه المناطق.(3)


لماذا تنتشر الإشاعات والأخبار الكاذبة بسرعة؟  

تنتشر الإشاعات والأخبار الكاذبة بسرعة في الوقت الحاضر بسبب عدة عوامل، منها:


1- السرعة: تنتشر الأخبار والإشاعات الكاذبة بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب سرعة التواصل والانتشار الذي يمكن أن يحدث في غضون ثوانٍ عبر الإنترنت.


2- عدم التحقق: يعتمد العديد من الناس على مصادر غير موثوقة للحصول على الأخبار، وقد يتم تداول الأخبار قبل التحقق من صحتها، وهذا يؤدي إلى انتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة.


3- التأكيد على المعتقدات السابقة: يتميل الناس إلى تصديق الأخبار التي تؤكد على معتقداتهم السابقة وينفرون من الأخبار التي تتعارض معها، وهذا يؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة التي تؤكد على معتقداتهم. (4)


4- العواطف: يمكن أن تنتشر الأخبار الكاذبة بسبب العواطف القوية والمشاعر التي تثيرها، مثل الخوف، الغضب، أو الحزن، وهذا يؤدي إلى نشر الأخبار دون التحقق من صحتها.


5- التضليل والمصالح: يمكن أن تنتشر الأخبار الكاذبة بسبب التضليل والمصالح الشخصية لبعض الأفراد أو المؤسسات، والتي يمكن أن تستخدم الأخبار الكاذبة لتحقيق أهدافها أو نشر معتقداتها. (6)


هناك عدة طرق لمكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة، ومنها:


1- التحقق من الأخبار: يجب التأكد من صحة الأخبار والمعلومات من مصادر موثوقة قبل نشرها أو تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. يمكن استخدام مواقع التحقق من الأخبار الموثوقة مثل "فاكتشيك" FactCheck أو "سنوبز" Snopes. (9)


2- تثقيف الناس: يمكن تثقيف الناس حول كيفية التعرف على الأخبار الكاذبة والإشاعات وتجنب نشرها. يمكن توفير تدريبات وورش عمل حول القراءة النقدية والتحقق من المعلومات.


3- استخدام وسائل الإعلام الموثوقة: يجب الاعتماد على وسائل الإعلام الموثوقة في الحصول على الأخبار والمعلومات.


4- الإبلاغ عن الأخبار الكاذبة: يمكن الإبلاغ عن الأخبار الكاذبة والإشاعات إلى المنصات الاجتماعية ومواقع التحقق من الأخبار للعمل على إزالتها. (8)


5- تنظيم المناقشات: يمكن تنظيم المناقشات والحوارات لتوضيح الأخبار المثيرة للجدل وتحليلها.


6- الاعتماد على البيانات الرسمية: يجب الاعتماد على البيانات الرسمية والتقارير من مصادر موثوقة لتجنب الإشاعات والأخبار الكاذبة.




لذلك، يجب على الجميع أن يكون حذرًا ويتحقق من صحة المعلومات والأخبار قبل نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، وأن يعتمدوا على مصادر موثوقة ورسمية، مثل منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية، لتحصل على المعلومات الدقيقة والصحيحة حول الأحداث الراهنة. (1)




بيان أنواع الشائعات وأهدافها


تختلف أنواع الشائعات وأهدافها ولكن بشكل عام تتضمن الأنواع التالية:


1- الشائعات السلبية: وهي الشائعات التي تروج لأخبار سلبية عن شخص أو مجموعة معينة، وتهدف إلى النيل من سمعتهم أو تشويه صورتهم.


2- الشائعات الإيجابية: وهي الشائعات التي تروج لأخبار إيجابية عن شخص أو مجموعة معينة، وتهدف إلى تحسين سمعتهم أو إيجابية صورتهم.


3- الشائعات السياسية: وهي الشائعات التي تروج لأخبار سياسية تستهدف إثارة الجدل وتقويض الاستقرار السياسي في الدول.


4- الشائعات الدينية: وهي الشائعات التي تروج لأخبار دينية تهدف إلى تحقيق أغراض دينية معينة أو تشويه صورة دين معين.


5- الشائعات الصحية: وهي الشائعات التي تروج لأخبار صحية غير صحيحة تستهدف إثارة الرعب والقلق بين الناس.


6- الشائعات الاقتصادية: وهي الشائعات التي تروج لأخبار اقتصادية تهدف إلى إثارة الذعر وتشويه الصورة الاقتصادية للدولة.


تهدف الشائعات إلى إثارة البلبلة والفوضى وتحقيق أغراض معينة، مثل تحقيق أهداف سياسية أو دينية أو اقتصادية، أو تشويه صورة شخص أو مجموعة معينة، أو جذب الانتباه والاهتمام، أو إثارة القلق والرعب بين الناس. ويتم ترويج الشائعات في العادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الذي ينتشر بشكل سريع، وهو ما يزيد من تأثيرها وانتشارها.


مراحل انتشار الاشاعة

تمر الإشاعة في الانتشار بمراحل مختلفة، ويمكن تلخيصها كالتالي:


1- مرحلة الظهور: تبدأ الإشاعة عادةً بظهور بعض التصريحات أو الأخبار الغير مؤكدة التي تنتشر بين الناس بسرعة. (1)


2- مرحلة الانتشار السريع: يتم تداول الإشاعة بسرعة واسعة بين الناس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية والبريد الإلكتروني وغيرها.(4)


3- مرحلة التصديق: تبدأ الناس في التفكير في صحة الإشاعة وتصدقها دون التحقق من مصداقيتها.


4- مرحلة التأثير: يتأثر الناس بالإشاعة ويبدأون في اتخاذ إجراءات أو قرارات على أساسها، وتؤدي الإشاعة إلى نشر الفزع والخوف في المجتمع.


5- مرحلة الانحسار: تبدأ الإشاعة في الانحسار عندما يتم تحديد صحة المعلومات ويتم نفي الشائعات والأخبار الكاذبة بشكل رسمي، وتتوقف الناس عن تداولها.(5)


ويمكن أن تكون أهداف الإشاعات متنوعة، ومن بينها:


1- إثارة الفزع والخوف والتوتر في المجتمع.


2- تشويه سمعة شخص أو مؤسسة ما.


3- التأثير على الرأي العام والتأثير على قراراته.


4- تحقيق المكاسب المالية أو الاقتصادية.


5- السخرية والتسلية والاستهزاء بالناس. (2)


التوصيات 

بناءً على المعلومات التي تم ذكرها فيما سبق، يمكن الإشارة إلى بعض التوصيات التي يمكن اتباعها لمحاربة الإشاعات والأخبار الكاذبة، ومن هذه التوصيات:


1- التحقق من المصادر: يجب التحقق من صحة الأخبار والمعلومات عن طريق مصادرها الرسمية، وتجنب التعامل مع المصادر غير الموثوقة. (7)


2- التثقيف والتوعية: يجب توعية الناس بأهمية التحقق من المعلومات وعدم تداول الإشاعات، وتشجيعهم على مشاركة المعلومات الصحيحة والموثوقة.


3- الاهتمام بالتفاصيل: يجب الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة في الأخبار والمعلومات، والتحقق من صحتها قبل التعامل معها.


4- تفعيل دور وسائل الإعلام: يجب تفعيل دور وسائل الإعلام في نشر المعلومات الصحيحة وتوضيح الأخبار الكاذبة، وذلك من خلال البرامج التوعوية والحملات الإعلامية.


5- التعاون مع المؤسسات المعنية: يجب التعاون مع المؤسسات المعنية في محاربة الإشاعات، مثل المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام.(10)


خاتمة

بخلاصة، تبقى الإشاعات والأخبار الكاذبة مشكلة كبيرة تواجه المجتمعات في كل مكان، حيث تؤثر سلباً على الرأي العام وتشوش على الحقائق، وتؤدي إلى انتشار الفتن والشائعات التي قد تؤدي إلى تفكك المجتمع وإثارة البلبلة. ومن أجل محاربة هذه الظاهرة، يجب على الجميع العمل بشكل مشترك وتعزيز الثقافة الإعلامية والتحري قبل النشر والمشاركة في الأخبار والمعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالتعاون مع المؤسسات المعنية، ووسائل الإعلام، يمكن تحقيق مكافحة فعالة لهذه الظاهرة والحفاظ على المجتمعات من التشويش والفتن التي قد تؤدي إلى نتائج وخيمة.


المراجع 

  1. (1): د. عبد الله بن متعب، محددات الاشاعة في السلم والحرب، القاهرة 2015، ص 58.
  2. (2) د. محمد احمد النابلسي، سيكولوجية الاشاعة، مجلة العلوم العربية 2004، ص 74.


  3. Berger, J., & Milkman, K. L. (2012). What makes online content viral? Journal of Marketing Research, 49(2), 192-205.
  4. Allcott, H., & Gentzkow, M. (2017). Social media and fake news in the 2016 election. Journal of Economic Perspectives, 31(2), 211-236.
  5. Bode, L., & Vraga, E. K. (2018). In related news, that was wrong: The correction of misinformation through related stories functionality in social media. Journal of Communication, 68(4), 619-638.
  6. Pennycook, G., & Rand, D. G. (2019). Fighting misinformation on social media using crowdsourced judgments of news source quality. Proceedings of the National Academy of Sciences, 116(7), 2521-2526.
  7. Roozenbeek, J., & van der Linden, S. (2019). The fake news game: actively inoculating against the risk of misinformation. Journal of Risk Research, 22(5), 570-580.
  8. Wardle, C., & Derakhshan, H. (2017). Information disorder: Toward an interdisciplinary framework for research and policymaking. Council of Europe report, 1-28.

بعض الكلمات المفتاحية المرتبطة بالموضوع  هي:

الإشاعات
الأخبار الكاذبة
شبكات التواصل الاجتماعي
الإعلام الاجتماعي
الصحافة الصفراء
التأكد من المعلومات
الرصد الإعلامي
الثقافة الإعلامية
الخدمات الإخبارية
التدقيق الصحفي
الحقيقة والأخبار الزائفة


تعليقات

المشاركات الشائعة