مملكة موريطانيا (تاريخ الحضارات)

تقع موريتانيا في الجزء الشمالي الغربي من القارة الأفريقية، وهي بلد صحراوي يمتلك تاريخًا غنيًا بالحضارات والثقافات المختلفة التي ازدهرت فيها. وفي هذا المقال، سنتحدث عن تاريخ موريتانيا والحضارات التي شهدتها.

تعود أولى الحضارات التي ترجع إلى موريتانيا إلى العصر الحجري القديم، حيث كان السكان يعيشون في المناطق الصحراوية الجافة والمتناثرة في جميع أنحاء البلاد. وتعتبر الحضارات النومادية المحلية هي الأساس الذي اعتمد عليه تاريخ موريتانيا في العصور القديمة، حيث كانت القبائل تنتقل من منطقة إلى أخرى في بحثها عن المياه والأغنام.

في العصر الحديدي، تم اكتشاف مناجم الحديد في موريتانيا، وتبع ذلك ازدهار للحضارة الموريتانية. وتعتبر حضارة موريتانيا القديمة، التي استمرت حتى القرن الرابع الميلادي، هي أول حضارة ازدهرت في المنطقة. وكانت الحضارة تستند إلى الزراعة والتجارة، حيث كانت تنتج المحاصيل الزراعية مثل الحبوب والأرز والخضروات، كما كانت تتاجر في المواد الثمينة مثل الذهب والعطور.

وفي العصور الوسطى، ازدهرت حضارة "غانا" في شمال غرب موريتانيا، حيث كانت تتمتع بالقوة العسكرية والتجارية والاجتماعية. وكانت غانا تحكم عددًا كبيرًا من القبائل المحلية وكانت تتاجر بالذهب والملابس والحيوانات الأليفة. وكانت هذه الحضارة محط اهتمام العديد من التجار العرب والبربر، حيث كان يمكنهم الوصول إليها من خلال الطرق التجارية الواسعة التي ربطت بين الساحل الأفريقي والشمال الأفريقي.

ومن بعد غانا، جاءت حضارة "مالي" التي استمرت من القرن الثالث عشر حتى القرن السادس عشر الميلادي. وكانت مالي تعتمد على الزراعة والتجارة كما كان لديها جيش قوي وقادة ذوي موهبة. ويذكر أن مالي كانت واحدة من الدول الأفريقية القليلة التي تمكنت من إرسال مبعوثين للحضور في القاهرة الإسلامية في القرن الرابع عشر الميلادي.