بحث هذه المدونة الإلكترونية
هل تحتاج إلى مساعدة في بحثك الأكاديمي؟ تفضل بطرح أي سؤال أو إشكالية تواجهك وفريقنا المتخصص سيكون على استعداد لتزويدك بالمساعدة التي تحتاجها!
انظر أيضا
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
محاضرات مقياس: مدخل إلى علم الآثار للسداسي الثاني
محاضرات مقياس: مدخل إلى علم الآثار للسداسي الثاني
المحاضرة الأولى:
1 – الحفرية الأثرية المبرمجة:
1- 1 – تعريفها:
الحفرية الأثرية المبرمجة أو المنظمة: هي بحث أثري كامل،
و هي جملة من العمليات الفنية و التقنية التي تعتمد على مختلف العلوم المساعدة لعلم الآثار، تعتمد كثيراً على الثقافة و المهارة الشخصية لدى المنقبين ، تتم وفقاً لمناهج و طرق علمية منظمة ، تبدأ من سطح الأرض وصولاً إلى الأرض البكر بهدف الاستفادة من كل ما يتم العثور عليه مهما كان صغيراً أو كبيراً، و في نهايتها لابد أن يحمل للمكتبة و المخبر مجموعة من المعلومات الكاملة حتى يتمكن الباحث الأثري من إعادة بناء الموقع. و عموماً للحفرية الأثرية المبرمجة ثلاث مراحل هي:
- ملف أثري - تنقيب أثري - تقرير أثري. 1- 2- أنواعها: نميز الأنواع التالية:
أ- من حيث الحيز الجغرافي: نميز نوعين:
1- الحفرية في اليابسة: وهي عمليات الحفر التي تتم بهدف استخراج المخلفات الأثرية المدفونة جزئياً أو بالكامل تحت سطح الأرض، و تتم هذه الأعمال بطريقة منظمة و ممنهجة.
2- الحفرية تحت الماء: وهي حفرية تشمل جملة خطوات الحفرية على الأرض، نميز ضمنها نوعين:
- حفرية تخص الآثار الغارقة في المياه العذبة(Fouille Subaquatique).
- حفرية تخص الآثار الغارقة في البحار(Fouille Sous-marine).
ب- من حيث التنظيم: نميز الأنواع التالية:
1- الحفرية الأثرية المبرمجة أو المنظمة (La Fouille Programmée): هي حفرية علمية يتم التخطيط لها ، و هي بذلك لها إشكالية بحث مسبقة ، تأخذ ما يلزمها من زمن، يقودها أو ينفذها المؤسسات العلمية و الإدارية ، هدفها البحث العلمي.
2- الحفرية الأثرية الإنقاذية (La Fouille de Sauvetage): هي حفرية مرتبطة بأشغال التعمير و تهيئة الإقليم، فهي بذلك حفرية فجائية، ليس لها إشكالية بحث مسبقة، تنفيذها مرتبط بفترة زمنية محددة ، تقع مسؤولية تنفيذها على عاتق الهيئات المشرفة على تسيير الآثار، الهدف منها إنقاذ ما يمكن إنقاذه من آثار.
3- الحفرية الأثرية الوقائية(La Fouille Préventive): هي حفرية غالباً ما تسبق أشغال التعمير تهيئة الإقليم ، و أحياناً تتزامن معها أو قد تكون منفصلة عنها، تنفذ لوقاية بعض المعالم و المواقع الأثرية، تنظمها الهيئات المشرفة على تسيير الآثار مع المؤسسات العلمية، ما يميزها عن أنواع الحفريات الأخرى هو أنه غالباً ما يتم الاحتفاظ بالمخلفات الأثرية في مواقعها.
أما فيما يخص الحفرية الأثرية التطوعية: فهي حفرية أثرية قد تكون مبرمجة أو إنقاذية أو وقائية على اليابسة أو تحت الماء فقط العنصر البشري الذي ينفذها يكون متطوعاً.
1-3- أهدافها:
تختلف أهداف التنقيب عن الآثار من موقع إلى آخر، و لكل موقع معين أغراض خاصة يهدف إليها التنقيب، و يمكن تلخيص هذه الأغراض فيما يلي:
- الدراسة و البحث العلمي من أجل إيضاح قضايا مبهمة أو حل مشكلة معينة.
- إنقاذ الآثار و حمايتها.
- تكوين الطلبة.
1-4– مراحلها:
كي تحقق الحفرية الأثرية صفة البحث أثري الكامل لابد أن تتبع منهجية معينة و تستوفي المراحل و الخطوات التالية:1- ملف اثري 2- تنقيب أثري 3- تقرير أثري.
المحاضرة الثانية:
1 – الملف الأثري:
قبل البدء في الحفرية يتم إعداد ملف خاص يحتوي على كل الوثائق التي تسهل هذه العملية و هو يضم عدة وثائق (منها إدارية، علمية، و تقنية)هي:
1- 1- الرخصة:
في كل الدول تمثل هذه الوثيقة أهمية في الملف الأثري لأنها تعتبر ضمان لفرقة البحث طوال مدة الترخيص، و هناك هيئات خاصة تمنحها بعد دراسة الطلب المقدم لهذا الغرض المرفق ببرنامج و أهداف الحفرية، و على الأثري المسئول أن يأخذ هذه الوثيقة بكل اهتمام ، و أن يعمل قدر المستطاع على إقناع الإدارة بضرورة الحفرية، كما عليه أن يبكر في طلبها حتى لا يتعطل البرنامج الزمني للحفرية؛ لأن منحها يخضع لعدة إجراءات تطول و تقصر، تسهل و تتعقد حسب ملكية الأرض في تلك الدولة؛ ففي حالة ملكيتها للدولة تخضع لإجراءات بسيطة، أما في حالة الملكية الخاصة للأفراد لا بد من التكيف مع حالتها المتغيرة ويمكن ذكر بعض الحالات التي توضح هذه الظروف في ما يلي:
- في الحالة البسيطة يمكن أن يطلب من المالك الإذن بالحفر بعد التعهد إليه كتابياً بعدم إحداث أي خسائر في الزراعة ، أو بدفع تعويضات مالية عن أي خسائر قد تحدث.
- في بعض الأحيان يمكن تأجير الأرض طوال مدة الحفرية،
- في الحالات المعقدة يستعان بالسلطات التي تتدخل لنزع الملكية من المالك حسب قوانينها الخاصة في حماية التراث.
1-2– دراسة كاملة للموقع (نظرية و تقنية و ميدانية) تشتمل على:
1-2-1- وثيقة المعلومات البيبليوغرافية:
تمثل مجموع المؤلفات التاريخية و الأثرية و الفنية و المصادر العامة التي اهتمت بالمواقع الأثرية و المعالم التاريخية سواء كانت مؤلفات أو دوريات و يعتبر الإطلاع على ما نشر في هذه الدوريات و المؤلفات ضرورياً للتعرف على الأعمال التي قام بها من سبق من المؤلفين والمؤرخين و الأثريين و الدارسين.
وللوثائق المحلية القديمة عن المواقع و التقارير المنشورة عن الحفريات السابقة مكانة كبيرة في إعداد المعلومات الببليوغرافية، هذا دون إهمال المعلومات التي يمدنا إياها أهالي المنطقة و التي تتمثل في معلومات عن المعالم الأثرية التي ظهرت أو اختفت نتيجة لعوامل طبيعية أو بشرية.
1-2-2- خرائط طبوغرافية خاصة للموقع:
لا بد من جمع الخرائط الطبوغرافية القديمة و الحديثة، فعندما نقارن بينها نلاحظ تغيرات سواء في ترتيب العناصر أو في وجود بعض المواقع والمعالم، و رغم ما تتميز به الخرائط الطبوغرافية القديمة من قلة الدقة إلا أنها تساعدنا كثيراُ في الكشف عن وجود معالم اضمحلت اليوم.
1-2-3- صور جوية خاصة بالموقع قديمة و حديثة:
تعتبر ضرورية للمعرفة الأولية للمنطقة المدروسة، و تحليلها يساعد على التعرف على التعمير القديم و الطرقات المهجورة و قنوات المياه المغمورة، و هو ما يمكننا من وضع الخريطة التاريخية للمنطقة.
1-2-4- صور مختلفة للموقع:
تتمثل في الصور القديمة للموقع إن وجدت و صور حديثة تلتقط أثناء الزيارة الميدانية الأولية و تمثل صور للمعالم الظاهرة في الموقع.
1-2-5- تقرير عن الزيارة الميدانية الأولية للموقع:
له أهمية كبرى نظرا لدوره في حصر مختلف احتياجات البعثة قبل الوصول إلى الموقع للحفر، و هو نتيجة لعمل فرقة من المختصين تقوم بزيارة الموقع المراد الحفر فيه، فهذه الفرقة تقوم بالتفتيش في الموقع سيراً على الأقدام في كل بقعة منه لجمع ما يمكن جمعه من اللقى الأثرية الصغيرة بهدف تحديد مكان الآثار ة تعيين طبيعتها و تقدير أهميتها بعد تسجيلها و تصويرها ووصفها.
و الطريقة المثلى للتفتيش تتركز على تقسيم الفرقة إلى مجموعات صغيرة (عضوين إلى ثلاثة أعضاء) و تكلف كل مجموعة بالبحث في قسم معين من الموقع، أما الآلات و الأدوات الضرورية للباحث في هذه المرحلة فيجب أن تكون قليلة العدد و خفيفة الوزن، بحيث يسهل حملها، كبوصلة لمعرفة الاتجاهات، خرائط طبوغرافية و جيولوجية، آلة تصوير فوتوغرافي و فيديو، أوراق و أقلام للكتابة و الرسم ، شريط لقياس الأبعاد و معول صغير و فرشاة صغيرة لتنظيف اللقى الأثرية و أكياس لجمع اللقى الأثرية و أدوات أخرى ضرورية. و هذا التقرير يشمل المعلومات التالية:
• تحديد الموقع الجغرافي و اسمه: يجب تحديد مكان الموقع الأثري المراد التنقيب فيه، و ذلك بتوضيح الدولة و المدينة أو القرية أو أي منطقة أخرى موجود فيها مع تحديد الحدود الجغرافية للموقع.
• وصف الموقع: يتمثل في حصر كل ما هو موجود على سطح الأرض من ظواهر أثرية،
و اسمه القديم و الحديث، مع وصف طبيعة الموقع من حيث سهولة الوصول إليه، و تحديد مورد الماء الصالح للشرب لاستعماله من قبل هيئة التنقيب، و ذكر مختلف العقبات الموجودة.
• تحديد ارتفاع الموقع:عن سطح البحر و معرفة قياساته وأبعاده بالنسبة للمنطقة المحيطة به.
• تحديد النباتات الطبيعية: و التي تنمو على سطح الموقع أو بالقرب منه، و التي من شأنها أن تربط الماضي بالحاضر من حيث المناخ و نوع الطعام الذي كان يستعمله سكان الموقع القدماء.
• تحديد حالة الموقع: من خلال الملاحظات الأولية يمكن اكتشاف أجواء مهمة من الموقع الأثري، و محاولة تحديد أسباب وجودها على حالتها تلك و ما هو العامل المرتبط بها، إن كان عامل طبيعي بفعل الكوارث الطبيعية كالزلازل و الفيضانات أو بشري كالتدمير و التخريب و الحروب و السرقة و غيرها.
• تحديد تربة الموقع: هل هي صلبة أو هشة و ذلك لتهنئة الآلات الضرورية في الحفر، إذ أن لكل موقع أدواته الخاصة للحفر حسب صلابة أو هشاشة تربته.
• ذكر الآثار البارزة في الموقع: كأطلال المباني و اللقى الأثرية البارزة، مع وصفها و تحديد أشكالها و طرزها و العصر الذي تنتمي إليه، و ذلك لمعرفة طبيعة الموقع و العهد الذي يعود إليه.
• معلومات أخرى: و تشمل قائمة بالمواد المكتشفة، و تقرير عام عن الموقع يضعه رئيس المفتشين يتضمن جميع المعلومات التي حصل عليها أثناء التفتيش قبل عملية الحفر.
ملاحظــة:
ننتقل إلى القيام بالمسح الأثري عندما تكون نتائج الزيارة الميدانية الأولية غير كافية للقيام بعملية التنقيب الأثري.
المحاضرة الثالثة:
المســـح الأثـــــري
تعريف المسح الأثري:
هو التغطية الشاملة لكل المناطق الأثرية البرية و البحرية من البر و البحر و من الجو، بهدف تحديد بدقة أماكن تواجد الآثار، و له أوجه عديدة منها البسيطة، و أخرى معقدة نظرا للتقنيات الحديثة و الآلات المتطورة.
و تتم هذه التغطية عن طريق استطلاع و رصد علمي دقيق من خلال الفحص السطحي الدقيق و تسجيل الظواهر الأثرية من شواهد و مخلفات معمارية في مواقعها، و جمع اللقى الأثرية المتناثرة على السطح دون اللجوء إلى التنقيب، كما أن المسح يقترن أحياناً عند الضرورة بإجراء تنقيب محدود كالقيام بإنجاز أخاديد مختلفة الحجم و الأهمية و المكان بهدف التحقق من التوضع الطبقي المدروس.
وعليه يمكن تعريفه على أنه عملية التفتيش دون التنقيب أو التنقيب الجزئي.
العمليات التي يشملها المسح:
_ البحث بمعنى التفتيش دون التنقيب عن كل المواقع و المعالم بكامل المساحة المقرر مسحها، باستعمال كافة الوسائل الممكنة بما فيها الزيارة الميدانية. _ تحديد مكان كامل البقايا و المعالم الأثرية بدقة على الخرائط كيفما كان سلمها. _ ترقيم كامل البقايا و المعالم الأثرية و ضبطها في قوائم. _ وصفها بأكثر دقة ممكنة. _ جمع كافة المعلومات عنها(اسمها _ تاريخها _ المراجع المتعلقة بها............)
مراحل المسح الأثري: من أجل الوصول إلى مسح أثري ناجح و هادف لا بد من إتباع الخطوات التالية:
1- كشف المواقع الأثرية:
1- 1- تحديد الموقع الأثري:
يتم تحديد الموقع الأثري بعد وصول معلومات عن كشف بقايا أثرية صدفة عند القيام بأعمال عمرانية أو إنشائية مثل الطرقات و السدود...، أو فلاحيه بالنسبة للمواقع على اليابسة، و العثور على بقايا تحت الماء من طرف الصيادين و الغواصين بالنسبة للمواقع تحت الماء. كما يمكن تحديد الموقع الأثري بالاعتماد على البحوث العلمية المنظمة.
1-2- مسح الموقع الأثري: بعد معرفة الموقع الأثري يبدأ مسحه و الذي نقسمه إلى ثلاثة أنواع، لكل نوع طرقه و وسائله.
1-2-1-المسح الأرضي: يعتمد هذا النوع على عدة طرق هي:
1-2-1-1-الطريقة البسيطة أو المباشرة: (تتلخص في الزيارة الميدانية الأولية).
يمكن أن ينجزها عدد قليل من الباحثين في منطقة جغرافية محددة، بزيارة الموقع و التزود بالأدوات اللازمة من: بوصلة، خرائط طبوغرافية و جيولوجية و أجهزة تصوير و قياس ............... و غيرها، وظيفة هؤلاء هي القيام بتحديد أمكنة تواجد البقايا الأثرية و وصفها ، و نقل هذه المواقع بدقة على الخرائط و رسم بعض الرسومات الهندسية و تدقيق الملاحظة حول طريقة البناء و المواد المستعملة في ذلك مع تدعيم العمل بالصور المتنوعة لمساعدة الباحث في تحرير التقرير، و تدعم هذه الأعمال بمقابلة السكان الذين هم على دراية بكل التغيرات التي حدثت على الموقع بمرور الزمن، و كذا حول طبيعة اللقى الأثرية التي يجدها السكان بين الحين و الآخر أثناء ممارسة أنشطتهم المختلفة.
و تتطلب هذه الطريقة الدقة في الملاحظة و الإكثار من الاستنتاج لما هو موجود أسفل سطح الأرض انطلاقا من بعض العلامات الموجودة في السطح، ومن أمثلة ذلك: _ في حالة وجود تله محاطة بخندق معناه وجود بناء حجري أسفلها. _ في حالة وجود تلال صغيرة قليلة الارتفاع و غير منتظمة تحتوي على عدد كبير من القطع الفخارية، و بالقرب منها منطقة يكثر بها الصلصال، هذا يعني وجود ورشة لصناعة الفخار. _ في حالة وجود جرار كثير يدلنا هذا على وجود محل تجاري أو مخزن أو ورشة صناعة أو بيت لعائلة. _ في حالة تباين نمو النبات من مكان لآخر داخل منطقة واحدة معناه وجود بنايات تحت النباتات القليلة النمو، و عدم وجودها في حالة كثافة نموه.
1-2-1-2- الطرق الميكانيكية: و هي نوعان:
النوع الأول: يعتمد على استعمال أنابيب معدنية جوفاء قطرها ما بين 05 و 10 سم تدق في الأرض حتى تصل إلى مستوى الأرض البكر ( أو التربة العذراء)، نتحصل من خلالها على : _ عينات لطبقات التربة مع التوضع الطبقي، _ بعض البقايا الأثرية الدقيقة الموزعة داخل هذه الطبقات، ثم تدرس هذه الطبقات بتحليل عينات التربة المستخرجة لمعرفة كثافة الفسفاط الموجود فيها و الذي يدل على تواجد الحيوان أو الإنسان في منطقة، يتميز هذا النوع بمحدودية فاعليته في حالة المخلفات ذات الأحجام الكبيرة بالإضافة غلى تخريبه لبعض اللقى الأثرية.
النوع الثاني: يعتمد على حفر أخاديد في مواقع مختارة من الموقع الأثري طول أضلاعه من01 إلى 02م، الهدف منه معرفة التوضع الطبقي ، و كشف بعض الآثار الموجودة ضمنها.
1-2-1-3- الطرق الجيوفيزيائية: و هي:
_ طريقة مقاومة التيار الكهربائي:
تستخدم فيها أجهزة ترسل تيارا كهربائياً في التربة وتقاس درجة مقاومتها لهذا التيار، و عموماً فإن المناطق الرطبة أو الغرف م الممرات و الحفر الفارغة تكون أقل مقاومة، بينما الجدران و الحجارة و الطرقات تكون مقاومتها أكبر.
_ طريقة قياس القوة المغناطيسية:
و ذلك بجهاز "المانيتومتر" (Le Magnétomètre) الدقيق جدا في رصد الظواهر الأثرية ، و بخاصة الأدوات المعدنية و الآجر و الفخار عبر قياس تذبذبات الحقل المغناطيسي للتربة و قراءة اختلاف درجة المغناطيسية من نقطة إلى أخرى.
_ طريقة الرجات المفتعلة:
تعتد على مبدأ حساسية الأرض للرجات المفتعلة التي تسببها الأثقال المرتطمة بها، حيث تحدث متوجات صوتية تختلف باختلاف نوعية مكونات التربة؛ فالصوت غير الرنان يدل على تربة طبيعية، بينما تعطي التربة الأثرية ارتدادا للصوت، و هكذا من خلال دق التربة و رصد أمواج ارتداد الصوت يتم تحديد المناطق المطروقة كالحفر و الجدران و غيرها وعموماً فإن موجات الارتداد تكون أسرع عندما تصطدم بمواد قاسية كالحجارة وهي بطيئة إذا اصطدمت بالمواد الطرية كالطين وهذه المطارق ذات أنواع و أحجام مختلفة بعضها يزن 20كلغ يعمل حتى عمق 10م وهناك من تصل حتى 100م.
1-2-1-4- الطرق الكيميائية: تعتمد على تحليل و معرفة درجة حرارة التربة و تركيبها الكيميائي و الاستدلال من ذلك على أماكن تواجد المناطق الأثرية، فالتربة الأثرية مثلا تكون غنية بالفسفور عكس التربة الطبيعية.
1-2-2- المسح الجوي:
يبرز التصوير من الجو مكان الأثر فوق سطح الأرض بواسطة تحديد رسمه المعماري عن طريق الظل الذي تعطيه هذه الآثار إن أخذت الصور من الجو وقت الشروق أو الغروب عندما تكون الشمس مائلة. كما تمكننا الصور من التأكد من وجود الآثار تحت سطح الأرض بالاعتماد على النباتات، و هي تعتمد على درجة اللون في الصورة الفوتوغرافية الناتج عن عاملين هما:
العامل الأول: قوة إنعكاس السطوح على الأرض(مواقع الظل)؛ فالبنايات كالقلاع و الحصون تترك سطوحها البارزة ظلاً على الأرض، وحتى إذا كانت ارتفاعات أسوارها ضئيلة فإن لها ظل في الصباح، فهذا الظل يظهر داكناً في الصورة الجوية.
العامل الثاني: الاختلاف في لون النباتات النامية؛ فالنباتات يختلف نموها حسب توفر الغذاء في التربة، فالنباتات التي تنمو فوق حفرة أو خندق تكون أكثر اخضرارا من التي تنمو فوق تربة تحوي تحتها مبان، فالأولى تظهر سوداء أكثر من الثانية في الصور الجوية. و عليه فالبقعة الداكنة في لون الزرع معناه وجود حفرة أو خندق تحتها، أما البقع الباهتة معناه منشآت صلبة تحتها.
ملاحظة: يمكن اعتماد الصور الجوية في المسح تحت الماء عندما تكون المسطحات المائية قليلة العمق.
إضافة إلى الصور الجوية يدخل ضمن المسح الجوي التصوير بواسطة الأقمار الصناعية التي تعطينا صوراً مرقمة؛ تظهر شبكات المواصلات و موقع الترسبات الحديثة.
1-2-3- المسح تحت الماء:
كما هو الحال بالنسبة لليابسة فإن الماء يحتوي هو الآخر في أعماقه على آثار وصلت إليه بفعل الغرق، و عموماً فإن هناك نوعان من المواقع الأثرية تحت الماء: النوع الأول: يخص أجزاء لمدن و موانئ قديمة، و النوع الثاني: يمثل مواقع لسفن تجارية و حربية قديمة. فالمسح تحت الماء يستخدم عدة وسائل لتحديد مواقع البقايا الأثرية بدقة تحت الماء، و من بين هذه الوسائل: 1-2-3-1- جهاز قياس الأعماق بواسطة الصدى:
تعتمد فكرته على إرسال إشارات ضوئية من قاع السفينة ثم ترتد الإشارات إلى السفينة، فإذا تم قياس الزمن بين إرسال الإشارة و استقبالها و عرفنا سرعة الصوت في الماء، عندها نستطيع حساب المسافة التي تقطعها الإشارة ذهاباً و إياباً و هي تساوي ضعف عمق الماء. 1-2-3-2- جهاز ســونار:
يرتكز عمله على إرسال الإشارات في اتجاه مواز تقريباً للسطح في حزم من الأشعة بحيث تصطدم بقاع البحر على شكل زاوية حادة وعلى مسافات كبيرة و عندئذ يرتد الصدى من الصخور الموجودة بالقاع أو من حطام السفينة الغارقة.
1-2-3-3- أجهزة التصوير الفوتوغرافي تحت الماء: يستعملها الغطاسون، بحيث تدلى بواسطة أسلاك من ظهر السفينة. 1-2-3-4- التصوير بواسطة جهاز التلفزيون: يتركب من جهاز إرسال يتولى الغواص توجيهه ومن شاشة فوق السفينة للمراقبة و يتم تحسين الصورة بواسطة هاتف أو ميكروفون معلق بجهاز التصوير التلفزيوني. 1-2-3-5- جهاز كشف المعادن: يستعمل للكشف عن المعادن الموجودة في السفن الغارقة. 1-2-3-6- المضخة الماصة أو المكنسة الكهربائية: تسحب الماء المحمل بالرمال و الطين من القاع إلى السطح و بالتالي يكشف الأثر و ينظف مما علق عليه.
2-جمع اللقـــــى: هو جزء من عملية المسح ، و المقصود منه هو جمع القطع الصغيرة المنقولة كالأسلحة و الأدوات والأواني و الحلي و النقود سواء كانت من الحجارة أو الفخار أو الزجاج، و ما يهم هنا هو طريقة المسح العلمي المنظم لجمعها لتكون الاستفادة منها كاملة و شاملة، و قبل جمعها لابد من مراعاة الشروط التالية:
_ تحديد الإطار الجغرافي للمنطقة المستهدفة. _ التقاط الآثار لابد أن يكون متوازناً في مختلف أرجاء الموقع. _ إختيار الفصول المناسبة للجمع، فالآثار تظهر بسهولة في حالة سقوط الأمطار أو الحرث، و أحيناَ نختار الفصول التي لا تنمو فيها الأعشاب لأنها تعيق عملية الرؤية، و أحيناَ العكس بحيث نختار الفصل الذي تنمو فيه الأعشاب التي تنمو بكثرة و كثافة و سرعة في الأماكن التي تتواجد فيها التربة فقط، و تكون أقل نمواً في الأماكن التي تتواجد فيها مخلفات أبنية مدفونة قريبة من السطح. _ الانتباه إلى ضرورة عدم الجزم بان الآثار الموجودة في السطح نفسها الموجودة في باطن الأرض لأنه قد تنتقل من مكان لآخر بفعل عوامل طبيعية و بشرية، كما أنها لا تعبر بالضرورة على كل ما هو موجود في باطن الأرض بل تمثل المرحلة الأخيرة من الاستيطان. و لجمع هذه اللقى هناك طريقتين هما: 2-1- طريقة الالتقاط العشوائي: و فيها يكون الجمع دون نظام محدد في مختلف أرجاء الموقع و جمع كل ما تقع عليه العين اعتمادا على الخبرة و الحدس، و ينتظر من منها إضافة معلومات إضافية للبحث الأثري. 2-2- طريقة مبدأ العينة العشوائية: و هي الطريقة الأكثر موضوعية و تعتمد على أخذ عينة من موقع ما و تعميم نتائج دراستها على بقية الموقع، وهي نوعان: 2-2- 2- العينة العشوائية: يتم فيها اختيار مناطق محددة عشوائياً تزداد مساحتها كلما زادت المساحة الكلية، وهي نوعان: أ- يرتكز على مناطق دون أخرى، ب- طبقي: يشمل كل المناطق و بدرجة متناسبة مع نسبة مساحتها 2-2- 2- العينة النظامية: و هي مشهورة بطريقة التربيع و تعتمد على تقسيم المواقع إلى شبكة من المربعات تختلف مساحتها حسب طبيعة الموقع الطبوغرافية، و عموماً يتراوح طول ضلع المربع ما بين 30 إلى 50م ، و ترقم بطريقة منتظمة، و يتم اختيار المربع عشوائياً، أو وفقا لمحور معين، كأن يجمع على امتداد محور شمال جنوب أو شرق غرب. مصير اللقى الأثرية بعد جمعها: يحتفظ باللقى الأثرية في أكياس منفصلة حسب المكان الذي عثر فيه عليها، و تميز ببطاقة يكتب عليها: اسم الموقع – الحرف الموافق للمكان – التاريخ. ثم نضع على كل قطعة - بعد غسلها – بواسطة حبر صيني رقم مشكل من رموز تعبر عن معلومات مختلفة محددة مسبقاً.
3-التوثيق و إعداد التقارير: يمر توثيق نتائج المسح الأثري بعدة مراحل تبدأ منذ التحضير للمسح إلى غاية إنجاز التقارير، و هذه المراحل تعتمد على إنجاز استمارات خاصة تجمع فيها المعلومات بشكل منظم و مختصر و دقيق، و كذا إنجاز الرسوم التخطيطية لمعظم المعالم و إنجاز الخرائط التي تبرز أماكن جمع اللقى الأثرية في الموقع، و هي تمر بالمراحل التالية: 1- الدراسة النظرية لتاريخ البحث الأثري في منطقة المسح و جمع وثائق الرحالة و كل ما كتب من تقارير و دراسات أثرية و تاريخية و تدوينها في استمارات خاصة. 2- البدء بعملية المسح و توثيق المواقع و التلال الأثرية و تسجيل كافة اللقى الأثرية السطحية داخل استمارات مختلفة. 3- توثيق النتائج و اللقى الأثرية و تنفيذ عمليات التصوير و الرسم و الوصف و تحضير الوثائق الأثرية للدراسات الأولية و النهائية. 4- نشر النتائج بشكل تقارير أولية أو دورية، ثم نشر التقارير النهائية التي تضم كامل مراحل الأعمال الأثرية مع كافة المخططات و الرسومات، بالإضافة إلى الخلاصات العامة.
حصر الإمكانيات المادية الواجب توفرها: تتمثل في كل الأدوات اللازمة للعمل الميداني( لوازم المسح و الحفر، و التصوير، و الرسم، و التنظيف و الترميم، ...............) و كذا أماكن الإقامة بالإضافة إلى ضرورة توضيح الإعتمادات المالية اللازمة للحفرية و مصدرها و كيفية صرفها أثناء العمل.
حصر تشكيلة فرقة البحث: يحدد تعدادها حسب المكتشفات المحتملة بناءاً على الملاحظات الواردة في التقرير المعد من طرف فرقة البحث الأولية، أيضاً حسب الميزانية المتوفرة و المرتبطة عادة بالمدة الزمنية المحددة للحفر و هذا الفريق يتكون من الفئات التالية: _ المختصون و على رأسهم : - مدير الحفرية – نائب مدير الحفرية – مشرفون – مساعدون . _ العمال، _ الإداريون.(قد يكونون أو لا).
المحاضرة الرابعة:
2- التنقيــب الأثــــري:
تمهيد:
كان الهدف من التنقيب الأثري حتى نهاية القرن 19 ميلادي هو العثور على تحف أثرية ذات درجة عالية من الأهمية الفنية و المادية لعرضها في القصور أو المتاحف مثل التماثيل الكاملة و المنحوتات الجدارية و التحف الفنية و الذهبية، و لم يهتم المنقبون الأوائل بالفخار و الخزف و الزخارف الجصية و اللقى الصغيرة إلا في مطلع القرن 20 ميلادي حيث أصبح للتنقيب على الآثار أهداف أخرى تتلخص في الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات لكل ما هو موجود في الموقع للمحافظة على كل البقايا مهما كانت صغيرة سواء في الموقع ذاته بالنسبة للآثار الثابتة أو في المخابر و المتاحف بالنسبة للآثار المنقولة، فأصبح الحفر الأثري الحديث يبدأ من سطح الأرض حتى التربة البكر بخطوات منهجية منظمة تهتم بكل الآثار الكبيرة و الصغيرة.
2-1- تعريف التنقيب الأثري:
هو أهم خطوة من خطوات البحث الأثري الكامل، و يمثل الجزء الأكثر خطورة في عملية البحث الأثري لأنه يدمر الشاهد و يهدمه، و هو جملة من العمليات الفنية و التقنية التي تعتمد على مختلف العلوم المساعدة لعلم الآثار، تعتمد كثيراً على الثقافة و المهارة الشخصية لدى المنقبين ، تتم وفقاً لمناهج و طرق علمية منظمة ، تبدأ من سطح الأرض وصولاً إلى الأرض البكر بهدف الاستفادة من كل ما يتم العثور عليه مهما كان صغيراً أو كبيراً.
3- 2- مراحل التنقيب الأثري: أولاً: الإعداد للتنقيب أو الحفر:
قبل الانطلاق في عملية الحفر لابد من القيام بالخطوات التحضيرية الضرورية للبدء في الحفر لضمان النجاح التام لها و الوصول إلى الأهداف المنتظرة منها في البحث الأثري و هي:
_ الحصول على التصريح من الهيئة المختصة. _ إنجاز دراسة كاملة للموقع جميع الجوانب التاريخية و الطبوغرافية و غيرها، _ إنجاز مسح أثري شامل للموقع المختار و دراسة نتائجه بدقة كبيرة باعتبار أن المسح يسمح بطرح العديد من التساؤلات التي تمثل القاعدة الأساسية للانطلاق في الحفر بغية الإجابة عن تلك التساؤلات. _ تكوين الفريق الذي يشترك في الحفر و الذي يزيد عدده و تتنوع اختصاصات أفراده حسب طبيعة الموقع و المدة الزمنية المقترحة و الكفاية المالية. _ اختيار موقع الإقامة للفريق ة تحديد القاعات المختلفة له (قاعات الرسم، البحث، وضع المكتشفات، الترميم، الأكل، ...) مع ضرورة مراعاة القرب من الموقع و توفر الأمن. _ تحديد المخابر التي يعتمد عليها عند الحاجة لها. _ تجهيز الموقع بالأدوات اللازمة لكل العملية. _ تحديد مكان رمي الردوم و يشترط أن يكون بعيداً عن الموقع الأثري حتى لا نضطر لإزالته مرة أخرى. _ توفير الأموال اللازمة و إعداد ميزانية صرفها و تكليف المسير الذي يتولى تنظيمها.
ثانياً: الأعمال الميدانية: 1- تجهيز الموقع للحفر: بعد المرور بالخطوات السابقة لعملية الحفر (مرحلة ما قبل الحفر) يتم التوجه إلى الموقع و يشرع في إعداده للحفر و فقاً للخطوات التالية: 1-1- تحضير خريطة طبوغرافية ذات مقياس كبير للموقع يظهر فيها سطح الموقع قبل بدء العمل فيه بشكل واضح و دقيق. 1-2- وصف الموقع بشكل دقيق و تصويره. 1-3- تخطيط سطح الموقع بمحورين متقاطعين (شمال- جنوب) و (شرق- غرب) اعتمادا على جهاز "التيودوليت" و البوصلة. 1-4- يقسم السطح إلى مناطق صغيرة تسمى باسم أهم البقايا الموجودة فيه أو يرمز لها بأرقام و حروف. 1-5- تحديد نقطة الارتفاع الصفر(0) و نقاط ثانوية في المناطق الصغيرة، لتستعمل في تحديد نقاط ارتفاع ما يعثر عليه في الموقع، و يخضع تحديد هذه النقطة لعدة شروط هي: - تكون عادة هي النقطة الأعلى في الموقع. – لابد من محاولة معرفة ارتفاعها الأعظمي بالمقارنة مع مستوى سطح البحر. – في حالة كون الموقع واسع جداً يقسم إلى عدة قطاعات لكل قطاع نقطة الصفر الخاصة به. – لابد أن تكون النقطة ثابتة و غير متحركة لأنها إذا تحركت تصبح قياساتنا كلها خاطئة، فمن الأفضل تثبيتها بعمود حديدي يغرس في الأرض و يدعم بكتلة إسمنتية، كما يمكن الاستعانة بوجود شجرة أو صخرة قائمة بعيداً نسبياً عن منطقة الحفر، بحيث تحدد نقطة الصفر بعلامة على شكل خطين متقاطعين داخل مربع أو دائرة ، و تلوينها لتبدو واضحة و يمكن تمييزها. _ قبل اختيار موقعها لابد من دراسة كل احتمالات توسع موقع الحفر حتى يكون اختيارنا للنقطة في مكان لا تصل إليه أعمال الحفر حتى لا تزيلها. 1-6- اختيار موقع رمي الردوم. 1- 7- اختيار الطريقة المناسبة للحفر، و تجهيز الموقع بما تتطلبه كل طريقة.
2- تخطيط الموقع: قبل الانطلاق في عملية الحفر يقسم الموقع إلى شبكة من المربعات؛ لتسهيل عملية الحفر، و تحديد مكان الآثار المكتشفة، و تسهيل نقل كل ما يكتشف على الرسومات التي تحفظ لنا موقع اللقـى بعد إخراجها من مكانها وفقاً للخطوات التالية: 2-1- نمدد حبلين على طول المحورين السابقين (شمال- جنوب) و(شرق- غرب) بالاعتماد على البوصلة و جهاز"التيودوليت" (Théodolite) مع تثبيت وتد مكان تقاطعهما. 2-2- نقسم الموقع إلى شبكة من المربعات اعتمادا على هاذين المحورين وفقاً للخطوات التالية: - من الأفضل اختيار المنطقة الوسطى للموقع حتى نتمكن من تمديد الحبال في كل الجهات داخل الموقع حسب متطلبات سير الحفرية. – نثبت أوتاد خشبية على امتداد محوري الموقع متباعدة فيما بينها بمسافة 5م أو أكثر حسب الحاجة. – تمدد حبل يثبت عند كل وتد خشبي و منه نحصل على شبكة من المربعات. – نثبت وتد خشبي عند كل تقاطع للحبال، وتتميز هذه الأوتاد بما يلي: - مساحتها مربعة. – ملونة بالأحمر و الأبيض. – طولها لا يتجاوز 50سم.
و عند تثبيتها توجد أركانها باتجاه خطوط التقسيم (اتجاه الحبل)، أما سطوحها الجانبية فتكون باتجاه مربع معين، و يكتب على هذه السطوح رموز المربعات الموجهة لها(تكتب باللون الأسود على أرضية بيضاء، و باللون الأبيض إذا كانت الأرضية حمراء)، و يثبت على سطحها العلوي مسمار يستخدم لتثبيت الحبل.
2-3- ترقم إحدى جهات المربع بالأرقام و الجهة الأخرى بالحروف لنتمكن من تعريف كل مربع بحرف و رقم. – جمع البقايا السطحية المتناثرة في الموقع و وضعها في أكياس و يسجل عليها كل بياناتها. – اختيار المربع أو التي ينجز فيها الخندق التجريبي لمعرفة التوضع الطبقي للموقع.
3- اختيار منهج الحفر: تختلف طرق الحفر من موقع إلى آخر، و من أشهرها: 3-1- منهج ويللر:
تعتمد هذه الطريقة على إقامة شبكة من المربعات تغطي الموقع كله. فبعد مد الحبال بين نقاط شبكة المربعات يحدد مربع حفر أصغر من المربع السابق و تكون أضلاعه بعيدة من المربع الأصل بمسافة 0,5م إلى 1م، و هو ما يسمح لنا بالحصول على أشرطة بين المربعات مقاساتها بين 1 إلى 2م و المربعات تكون مقاساتها عادة 10/10م. – و أثناء الحفر قد تتطلب بعض المربعات تقسيمها إلى مربعات أصغر بسبب صغر اللقى الأثرية ، فتكون مقاساتها 4/4 م. - يكون الحفر بشكل عمودي بحيث يجب الالتزام بأبعاد المربع على طول الامتداد العمودي حتى يكون التسجيل صحيحاً. وتتم متابعة جميع مراحل الحفر بالمقاطع العمودية الأفقية التي ترسم وفقاً لنزولنا في الحفر مع تسجيل الارتفاعات . - مميزات هذه الطريقة: * سهولة معرفة التوضع الطبقي و الحفاظ عليه طوال مدة الحفر من الجوانب الأربعة للمربع و بالتالي ترك دليل يشهد على التوضع الطبقي الأصلي للموقع نعود إليه عند الحاجة. * سهولة الحركة بين المربعات و إخراج الرديم إلى خارج الموقع. * سهولة الرفع الأثري لكل الوحدات الأثرية التي نعثر عليها. – عيوب هذه الطريقة: - بقاء سطح كبير من الموقع دون تنقيب (الأشرطة الموجودة بين المربعات و هو ذو أهمية كبيرة). – عدم التمكن من الرؤية الكاملة للموقع بسبب بقاء سطح كبير دون تنقيب. – كثرة الخنادق المحفورة و صعوبة الحصول على رؤية إجمالية للاتساع.
3-2- منهج هاريس:
يعتمد على إقامة شبكة من المربعات تغطي الموقع كله ، ثم ترفع الحبال بين نقاط شبكة المربعات، و يشرع في الحفر في هذه المربعات. - فالحفر فيها يكون بإزالة الطبقات مرة واحدة، الواحدة تلوى الأخرى للحصول على رؤية كاملة دفعة واحدة لكل طبقة (لأن الأماكن (الأشرطة) التي تترك كمسهل للحركة تعيق رؤية طبقة واحدة بشكل واضح و تام). - تترك الأوتاد الخشبية المثبتة على أضلاع الموقع(الهيكل الخارجي) لتمدد بواسطة الحبال عند الحاجة للرفع الأثري للوحدات المكتشفة و تتم كما يلي: - يعاد ربط الحبال بين الأوتاد؛ فتتحصل على شبكة من المربعات معلقة في الهواء و من أجل إسقاطها على الأرضية المحفورة يستخدم شاقول يثبت أسفله مسمار في سطح الأرض مما يسمح بالحصول على إسقاط للمربع العلوي فوق سطح الأرض التي نحفر فيها، و منه ننقل الرفع الأثري على الخريطة. – تتبع أعمال الحفر بالتسجيل الأفقي (الرسم و الارتفاعات) و من خلال هذا التسجيل الأفقي نتحصل على التسجيل العمودي بواسطة المخططات الأفقية لكل طبقة من الطبقات المدروسة، و هذه التسجيلات تغني عن ترك الأدلة (الأشرطة). - مميزات هذه الطريقة: * رؤية كاملة و واضحة للموقع. – عيوب هذه الطريقة: * عدم الدقة في التسجيل لعدم وجود الشاهد. * أخذ جهد أكبر و وقت أطول.
3-3- المنهج الوسط أو منهج رقعة الشطرنج:
هذا المنهج يجمع بين "منهج ويللر" و"منهج هاريس" ، و يمكن تسميتها بطريقة الحفر عن طريق "رقعة الشطرنج" و يعتمد هذه المنهج على: - تقسيم الموقع إلى مربعات كالمعتاد. – الحفر يكون في المربعات التي تمس زوايا مربع في الوسط الذي يترك دائماً دون تنقيب كشاهد عن التوضع الطبقي. – تترك أيضاً بعض المربعات الواقعة في الزوايا. – في أثناء الحفر نتبع كل الخطوات الموجودة في "منهج هاريس" ، فهذا يسمح لنا بحفر مربعات (10/10) و التي نزيل طبقاتها الواحدة تلوى الأخرى بشكل عكسي لتوضعها مع مرافقتها بالمخططات، و هذه الأخيرة تسمح لنا بالمقارنة مع المربع الذي ترك كشاهد على التوضع الطبقي. – هذه المربعات الشواهد يتم إزالتها في آخر عملية الحفر لتكتمل رؤيتنا الطبقية لهذا الموقع، و يتم نزع المربع الشاهد عندما تقل حاجتنا له خاصة إذا كان عملنا مرفقا دائماً بالمقاطع الأفقية التي بتراكمها نحصل على مقاطع عمودية.
4-اختيار مكان بداية الحفر:
إن حسن اختيار مكان بداية الحفر يساعدنا على تحديد وجود و موقع الظواهر الأثرية مثل بقايا الجدران، و بالتالي تصبح عملية الحفر سهلة بسبب سهولة تتبع مخطط المكتشفات اعتمادا على الخبرة المكتسبة سابقاً، و يخضع اختيار هذا المكان إلى عدة مقاييس هي: - الانطلاق من المخلفات المعمارية من جدران و أبنية بارزة فوق السطح الذي نعتقد بأهميته. – التركيز على موقع اكتشاف منفرد قبل المجيء إلى الموقع. – التركيز على المناطق التي تحتوي على البقايا المتوافقة مع الهدف العام للحفرية. – اختيار المكان يعتمد أيضاً على إستراتيجية البعثة و الأهداف المحددة في الموسم الأول للحفر. – لنتمكن من الحسم في اختيار مباشرة مكان الحفر نستعين بالطرق الفيزيائية و تتمثل في: * تقدير مقاومة التيار الكهربائي. * قياس شدة المغناطيسية في الأرض. * تتبع رد فعل باطن الأرض من الرجات المفتعلة.
5-حفر الخندق التجريبي:
بعد اختيارنا لمكان بداية الحفر ننطلق في حفر الخندق التجريبي الذي نستطيع بواسطته الوصول إلى: - الحصول على انطباع أولي حول البقايا المدفونة في نقطة واحدة. – وضع تصور أولي من كيفية التوضع الطبقي للموقع. – معرفة الموقع الذي تتضوع فيه المخلفات الأثرية. – المساعدة على اختيار منهج الحفر المناسب. – معرفة الاتجاه العام للأبنية المعمارية و بالتالي نتمكن من حسن اختيار الاتجاه في عملية الحفر.
6- أساليب التعامل مع المكتشفات الأثرية أثناء الحفر: ترفق المكتشفات الأثرية أثناء عملية الحفر بالعمليات التالية: 6-1- التسجيل: يعد التسجيل من أحد الأعمال الرئيسية و الضرورية التي ينبغي أن تصحب عملية الحفر من أولها إلى آخرها، و يكون التسجيل يومياً. 6-2- التصوير: يعد التصوير أحد أهم الوسائل التسجيلية في الحفريات، فهو تسجيل صادق عير قابل للطعن؛ فوجود الصورة إلى جانب الوصف و المخططات يعطي للبحث الأثري المنشور مصداقية. 6-3- الرفع الأثري: يقصد به أخذ القياسات لتحديد مكان اللقية الأثرية، و يستعمل فيه أجهزة عديدة أهمها: التيودوليت، و الشريط المتري. 6-4- رسم المكتشفات الأثرية: قد يكون قبل الإستخراج أو بعده أو الاثنين معاً، و نميز طرق للرسم اليدوي، و أخرى باستعمال آلات كالمشط متحرك الأسنان. 6- 5- الاستخراج: و هو آخر عمليات الحفر الأثري، و هو عملية فصل اللقية الأثرية عن ساندها.
7- شروط نجاح عملية الحفر: لكي يصل المنقب إلى نتائج حسنة عليه أن يلاحظ الأمور التالية: - المحافظة على تنظيم زوايا الحفر و جعلها قائمة قدر الإمكان. – المحافظة على استقامة الجدران. – المحافظة على استواء الأرضية. - نقل التراب من داخل الحفرة بصورة مستمرة لكي لا تضيع فيها بعض اللقى الصغيرة. – التأكد من عدم وجود مواد أثرية في التربة المستخرجة من الحفرة. – تغليف المواد الأثرية المهشمة بإحكام تمهيداً لمعالجتها فيما بعد. – خزن كافة المواد الأثرية التي تعود للطبقة الواحدة قبل البدء بحفر الطبقة الثانية. – تسجيل المواد الأثرية المستخرجة من الحفر فور العثور عليها. – تنظيف كافة المواد الأثرية قبل إرسالها إلى المختبر. – تنظيف كافة آلات الحفر بعد الانتهاء من التنقيبات.
المحاضرة الخامسة:
الأعمال المخبرية (معالجة المكتشفات الأثرية)
تنقسم المكتشفات الأثرية لأي حفرية إلى قسمين:
_ مكتشفات معمارية بما فيها من مواد البناء و مواد الزخرفة. _ مكتشفات فنية بما فيها من تحف متنوعة. فهذه المكتشفات بعد الكشف عنها تتطلب عملا ميدانياً عاجلا، و عملاً مخبرياً آجلاً من أجل حفظها و تأمينها لتصل إلى أهل التخصص.
1-معالجة المكتشفات الأثرية المعمارية:
تتميز بتعدد مواد بنائها (حجارة أو طين أو آجر)، و تتم معالجتها في مواقعها و تتطلب طرق خاصة تختلف حسب نوع مادة البناء ومادة الربط بينهم(الملاط)و حسب طبيعة الزخارف والرسوم المنقوشة عليها.
1- 1- الأعمال التي يجب القيام بها و بعد الانتهاء من عملية الحفر:
بعد الانتهاء من موسم الحفر و أخذ المعلومات التوثيقية اللازمة ، وبعد دراسة المواد و تصنيفها تظهر الحاجة لحماية الموقع الأثري بعد نهاية موسم الحفر من التخريب خلال فترة الغياب إلى غاية موسم الحفر القادم أو للمحافظة عليه بعد الانتهاء من عملية الحفر في انتظار ترميمه.
1-1-1- في حالة الحماية للموسم القادم:
_ تغطى المناطق المنقبة بأغطية بلاستيكية و تغطى بدورها بالتراب حتى لا يصل غليها الزوار. _ حماية الأبنية بطبقة إسمنتية يمكن نزعها بسهولة فيما بعد. _ استخدام أكياس مغطاة بطبقة طينية رقيقة توضع فوق الموقع لتجف و تشكل حاجزاً واقياً.
1-1-2- في حالة نهاية الحفر:
_ إجراء أعمال تقوية و ترميم للمكان في حالة توفر الإمكانيات لذلك. _ تغطيتها بالبلاستيك و التراب إلى غاية توفر الإمكانيات في حالة عدم توفر الإمكانيات.
1-2-طرق الترميم للمكتشفات الأثرية المعمارية:
1-2-1- الترميم المعماري: تتم فيه معالجة الأبنية المنهارة و استبدال الأجزاء الناقصة منها بمواد مماثلة لها، و دعم الأجزاء المعرضة للسقوط خاصة السقوف و الجدران و عتبات الأبواب.
1-2-2- الترميم الهندسي: يتضمن تدعيم الأساس وحل مشكلات المياه القريبة منه.
1-2-3- الترميم الدقيق: و فيه يتضمن ملء التشققات و الفجوات وحقن الشروخ و تثبيت القشور السطحية و علاج الكتابات والنقوش الجدارية و تنظيف و تثبيت الألوان و تجميع وتقوية الكتل الحجرية.
1-3- شروط الترميم:
• تحديد المواد القديمة الداخلة في تركيب المبنى.
• الوقوف على عوامل التلف الكائنة فيها لمعرفة تأثيرها و تجنب أخطارها.
• تحديد أنواع التلف و دراسة الظروف التي أدت إليه.
• اختيار مواد ترميمية أكثر مقاومة لعواطف التلف.
2-طرق التعامل مع التحف الأثرية:
معالجة التحف الأثرية يرتكز على نقطتين أساسيتين هما:
_ الأعمال الميدانية _ الأعمال المخبرية
2-1- الأعمال الميدانية:
أثناء القيام بالحفر تظهر لنا بقايا أثرية كثيرة و متنوعة، التعامل معها يمر بالمراحل التالية:
_ تسجيل موقعها بالضبط (الرسم، التصوير، الوصف). _ إخراجها من موقعها بحذر شديد. _ أخذ عينات منها إلى مخبر الحفرية لمعالجتها معالجة أولية، و ذلك بفرزها و تحديد التي يتم غسلها و التي لا تغسل، و هذه الأخيرة تنظف بأدوات و مواد كيميائية خاصة. _ توضع بعد غسلها و تنظيفها في أماكن خاصة دون خلطها مع بعضها البعض. _ يقوم المرمم بوضع البطاقات الخاصة بكل لقية على حدى مكتوب عليها المعلومات الخاصة بها و بيانات موقعها. _ ترميم القطع ترميماً أولياً حفاظاً عليها من التلف و التخريب عند نقلها إلى المختبر خارج الموقع لإتمام ترميمها النهائي. _ إلتقاط صور كاملة لها و إرفاقها ببطاقاتها. _ رسمها بمقياس رسم 1/1 للقطع العادية و ½ للقطع التي تحمل رسومات بهدف تكبيرها، و تسجيل رقمه في بطاقات التحفة.
_ وضعها في مخزن الحفرية وفقاً لشروط معروفة.
_ بعد الانتهاء من الحفرية ترسل إلى المتحف أو المخبر لإجراء الدراسات و التحاليل.
2-2- الأعمال المخبرية:
الترميم هو محاولة لإعادة التحفة إلى شكلها الأصلي.
2-2-1- العوامل المؤثرة على التحف:
أ- العوامل البيئية الكيميائية:التي تحدث نتيجة للتلوث الجوى للبيئة بفعل غاز ثاني أكسيد الكبريت، والذي يلتصق بسطوح الكتابة و يتحول مع الرطوبة إلى حمض الكبريت الذي يؤثر على النقوش والكتابات.
ب- العوامل الطبيعية: و تتمثل في الحرارة و الرطوبة و الجراثيم و الفطريات.
2-2-2- طرق ترميم التحف الأثرية المختلفة:
أ- الفخـــار: تمر عملية الترميم بالخطوات التالية:
_ قبل تنظيفها تصور الآنية لإثبات حالتها.
_ فحصها للبحث عن البقايا الموجودة فيها من مواد غذائية أو طبية أو بذور نباتية و غيرها.
_تثبيت الكتابات أو النقوش الموجودة عليها بواسطة محلول خاص (النتروسيليلوز+ الأسيتون + خلات الأميل).
_ تغسل بالماء بمساعدة فرشاة ناعمة.
_ تزال البقع و الرواسب العالقة بواسطة المذيبات المناسبة التي يشترط فيها عدم التأثير على الزخارف و الكتابات و مراعاة درجة حرق هذا الفخار، و من هذه المواد:
• التيبول: يحول الطين إلى أجسام دقيقة يسهل إزالتها.
• حامض الهيدروكلوريك المخفف: لإزالة رواسب الجير أو الجبس.
_ إزالة الأملاح التي تتم عن طريق وضع الآنية في أحواض بها ماء أو باستخدام كمادات إلى غاية إزالتها و نتأكد من زوالها باستعمال نترات الفضة.
_ تجميع الكسر الفخارية عن طريق اللصق بمساعدة مواد خاصة (الفينافيل المركز أو اللدائن الصناعية القوية كالإيبوكس..... ).
_ تكملة الأجزاء الناقصة من هذه الأواني بمواد متنوعة (البلاستسين- الحجر الجيري- الجبس الطبي) وقبل تثبيته تبلل الأجزاء المراد تكملتها بالماء حتى لا يمتص الفخار الماء الموجود في المواد المستخدمة لتكملة الأجزاء.
الزجـــاج: تمر عملية الترميم بالخطوات التالية:
_ إزالة ما علق بالتحفة الزجاجية من مواد بواسطة الغسل بالماء المضاف إليه بعض المنظفات الصناعية كالتيبول.
_ تجفيف التحفة بوضعها في حمامات متتابعة من الكحول.
_ في حال إفراز الزجاج لكميات كبيرة من المواد القلوية مثل البوتاس فإنها تمتص كمية كبيرة من الرطوبة و تتحول إلى محلول قلوي لا يتسرب على السطح و لكنه يتسرب إلى داخل الزجاج و يؤدي إلى تفتته، و تعالج هذه الحالة بغسل الآنية بماء حار لبضع دقائق ثم توضع لبضعة أيام في حوض به حامض كبريتيك مخفف تغسل بعدها بالماء و تجفف في حمامات متتالية من الكحول.
ج_ الخشــب:
ج_1_ العوامل المؤثرة على الخشــب:
_ اختلاف درجات الرطوبة و الحرارة.
_ تقوس الألواح في حالة قطعها طولياً.
_ وجود الحشرات القارضة و اليرقات الآكلة التي تسبب التسوس.
ج-2- مراحل ترميم الخشـب:
_ تطهير الخشب من الحشرات القارضة بواسطة تعريض الأجزاء المصابة منها إلى جو مرتفع الحرارة أو بوضعها في جو مفرغ من الهواء أو بتبخيرها بالغازات السامة أو إسقائها بالمحاليل الكيميائية القاتلة.
_ تقوية الخشب بالطرق الميكانيكية من خلال استخدام الأوتاد الخشبية أو المعدنية و ملء الفجوات بالمواد المناسبة و تقويتها بالطرق الكيميائية وذلك بإضافة مواد مقوية مثل:الشمع أو اللدائن الصناعية.
_ في حالة الأخشاب الأثرية المستخرجة من تربة مائية لا بد من حفظها من الجفاف السريع.
د- المعادن:
د-1- طرق معالجة الصدأ على المعادن:
_ استخدام المواد الكيميائية مثل الأحماض و القلويات. _ التنظيف باستخدام طرق الاختزال الكهروكيميائية. _ التنظيف باستخدام الطرق اليدوية و الميكانيكية.
المحاضرة السادسة:
الأعمال المخبرية (التأريخ)
1- مرحلة ما قبل التأريخ:
حتى نستطيع الوصول إلى التأريخ الصحيح لا بد من أن تكون حفريتنا اجتازت كل الخطوات العلمية اللازمة لها و يمكن تسميتها آنذاك بالحفرية النموذجية التي نحصل منها على تسجيل كل صغيرة و كبيرة تتعلق بالظواهر الأثرية(المباني، و اللقى الأثرية) مما يسمح لنا بالحصول على مجموعة وثائقية تتمثل فيما يلي:
- نتائج المسح الأثري و دراسة الأرضية.
- نتائج أعمال الحفر.
- وثائق التسجيل (دفاتر، المذكرات اليومية و الصور و الرسومات).
2- وسائل التأريخ:
تستخدم عدة طرق في تحديد عمر المكتشفات و تاريخ صناعتها و فترة استعمالها و هي:
- التأريخ بالمقارنة بين مواد و طرق و تقنيات البناء.
- التأريخ بالمقارنة بين النصوص.
- التأريخ بقراءة الوثائق المكتوبة.
- الـتأريخ باستخدام القواعد اللغوية و شكل الحروف الكتابية في الوثائق المكتوبة.
- التأريخ بواسطة دراسة الطبقات و تراكمات النفايات.
- التأريخ بالأعمال المخبرية.
و هذه الطرق تؤدي إلى تأريخ ذو نوعين هما:
أ- تأريخ زمني نسبي: يسمح لنا برؤية الكيفية التي كان عليها تعاقب لأحداث دون الارتكاز على نقاط معينة.
ب- تأريخ زمني محدد أو مطلق: يسمح لنا بتحديد تأريخ محدد للمواد الأثرية.
3- طرق التاريخ (تقدير عمر الآثار) لبعض البقايا الأثرية:
3-1- العملة النقدية: تؤرخ نسبة إلى ما هو موجود عليها من نقوش بارزة أو غائرة أو تواريخ و أسماء من أصدرها، لكن استعمالها يكون بحذر بسبب بقاء استخدامها فترة طويلة بعد إصدارها و أحياناً تخزن في موقع ما ككنز رغم عدم استعمالها آنذاك.
3-2- النقوش: النقش يوضح لنا التاريخ مباشرة أو في سياق الكتابة و المعاني المذكورة في النقش، كما يمكن استعمال النقوش بواسطة أشكال حروف الكتابة أو معاني الكلمات أو طريقة كتابتها وجهة كتابتها(من اليمن إلى اليسار أو العكس)
3-3- العمارة: تتميز العمارة بكونها من الشواهد الثابتة و لتأريخها نعتمد على ما يلي:
- المواد المستخدمة في البناء و مصدرها (الرخام – الآجر – الحجارة...) - الطراز المستخدم من القرميد. - مخطط المبنى. - تقنية البناء التي تتغير من مرحلة لأخرى في نفس المبنى، فبواسطته يمكن التمييز بين الأساس و السور؛ فالأساس حجارته غير مصقولة و غير مثبتة بشكل جيد و عرضها كبير، أما السور فحجارته مصقولة و مرتبة بشكل جيد و عرضها اقل. - الزخرفة التي تساعد على تحديد وظيفة المبنى و تاريخه بالمقارنة بين مواد الزخرفة و أشكالها و طرق تنفيذها مع غيرها.
3-4- الفخار: يمثل الفخار أفضل و أصدق اللقى الأثرية في التأريخ للأسباب التالية:
- عدم التأثر بالطقس إلا إذا كان ضعيف الحرق.
- وجوده بكثرة في المواقع الأثرية في شكل قطع صغيرة أو آنية كاملة.
- يتعرض للتجديد الدائم و المستمر لأنه ينكسر بسهولة لذلك فهو يحفظ عصره لأنه يستعمل في عصره فقط في أغلب الحالات الأشياء التي نأخذها بعين الاعتبار في الفخار هي:
* طريقة الحرق * الشكل الخارجي * عناصر الزخرفة و موضوعاتها
* الطبقة اللامعة الخارجية و لونها و لون الزخارف عليها . *كيفية تنفيذ الزخرفة (مرسومة أو بارزة أو محززة بآلة حادة على المادة المصنوعة)
4- الطرق العلمية لتحديد عمر الآثار (الأعمال المخبرية):
إتجه علماء الآثار إلى هذه الطريقة بعد الصعوبات التي واجهوها لتحديد عمر الكثير من البقايا الأثرية؛ فهذه الطريقة تعتمد على العلوم الطبيعية و الكيميائية و الفيزيائية في معالجة المواد الأثرية و تحليلها لمعرفة مكوناتها، و هكذا أصبحت المخابر تحوي أجهزة تحليل المواد العضوية للوقوف على أعماره و بالتالي تحديد الأزمنة التاريخية للمواقع الأثرية التي أخذت منها، و هناك طرق كثيرة نذكر منها:
4-1- طريقة الكربون 14: تعتمد هذه الطريقة على تحليل بعض المواد العضوية التي يتم العثور عليها في موقع الحفر لمعرفة ما تبقى فيها من إشعاع كربونات بعد موتها، فبعد موت الكائن الحي (حيوان أو إنسان) يبدأ هذا الكربون في التناقص بمقدار النصف بعد مرور 5 آلاف سنة، و من شروط هذه الطريقة عدم لمس العينة باليد حتى لا تتلوث أو تتعرض لمؤثرات طبيعية بفعل اللمس.
4-2- طريقة التحليل الكيميائي للعظام بغاز الفور: تتحصل العظام على أيونات الفلور من المياه الأرضية التي تمر عليها و تزيد نسبتها كلما زادت فترة بقاء العظام في الأرض ولا يمكن تحديد العمر فيها بالسنوات لأن سرعة الامتصاص تتغير حسب توفره في باطن الأرض. و هكذا فإن عمر العظام يقل أو يطول تبعاً للفترة الزمنية التي بقيت خلالها مطمورة تحت سطح الأرض.
4-3- طريقة الحلقات السنوية للأشجار: تقوم هذه الطريقة على أساس الحلقات السنوية للأشجار المعمرة و هي تختلف تبعا للعوامل التالية:
- تتكون هذه الحلقات بواقع حلقة واحدة كل سنة.
- تغير المناخ السائد في كل منطقة زراعية؛ ففي حالة المناخ الممطر تكون الحلقات كبيرة وفي حالة المناخ الجاف تكون ضيقة.
- تتميز هذه الطريقة بدقة نتائجها.
5-التفسير الحضاري للموقع:
بعد تحديد اللقى الأثرية المعثور عليها والغاية منها في معرفة حضارة سكان الموقع و التي يمكن استنتاجها كما يلي:
- وجود جرار مملوءة ببعض أنواع الفواكه و الحبوب الجافة، يوضح لنا أنواع المزروعات و الفواكه التي كان يزرعها الإنسان و يستهلك ثمارها.
- وجود فخار يعود لمنطقة أخرى يعني أنه مستورد من تلك المنطقة و يبرز العلاقات التجارية.
- عظام الخنازير معناه وجود غابات قريبة، وعظام الخراف معناه وجود مراعي خالية من الغابات.
- اكتشاف قطعة من مغزل يوضح صناعة غزل النسيج.
- بقايا الآلهة أو وجود معابد يوضح الديانة التي كانت سائدة.
- بقايا عظام حيوانات دون أخرى يسمح لنا بتحديد أنواع الحيوانات المستأنسة و غير المستأنسة.
- بقايا حجارة لطواحين توضح الأسلوب الذي كان سائداً في طحن الغلال.
المحاضرة السابعة:
3-التقرير الأثري:
يعتبر نشر نتائج الحفرية من واجبات الأثري المسئول المنقب حتى يعوض ما ألحقه من تغيير، و هذه النتائج تشمل كل المعلومات التي تجمعت من الحفرية ، وعليه فنشر تقرير الحفرية هو مرحلة متممة لها و تشمل كل المعلومات، و الذي يكون في إحدى النشريات المتخصصة في ميدان علم الآثار.
إعـــــــــداد التقريــــــــــــــــــــــــر
قبل إعــداد المسودة لا بد من الإطلاع على تقارير أخرى مماثلة، حتى يكون مُعِدُه ملِماً بكل الجوانب الخاصة به.
1- شروط إعداد التقرير:
- كتابة التقرير تكون مطبوعة.
- إنجاز عدة نسخ و حفظها في أماكن مختلفة للعودة لها في حالة ضياع النسخة المتداولة.
- الكتابة بأسلوب واضح و مفهوم.
- الكتاب تكون بلغة معينة و من الأفضل إنجاز ملخص بلغة من اللغات المتداولة أكثر في العالم.
- محاولة استعمال مصطلحات أثرية متداولة عالمياً أو شرحها في حالة استعمال المصطلحات المحلية.
- عرض مسودة التقارير على المختصين.
- عند الإطلاع عليه لا بد من أن يسمح للقارئ بإعادة بناء الموقع و التوضع الطبقي له.
2- العناصر التي يشملها التقرير:
أولاً: المقدمة.
ثانياً: ملخص للنتائج الرئيسية للعمل.
ثالثاً: وصف تفصيلي للمكتشفات المعمارية و لطبقات التربة.
رابعاً: ملاحق تضم وصفاً لكل اللقى الأثرية المكتشفة.
أولاً: المقدمة:تشتمل على ما يلي:
- إسم و مكان الموقع مع رسم خريطة توضحه.
- أسباب إجراء الحفرية و الأبحاث السابقة عن الموقع.
- أسماء الأشخاص و الهيئات المسؤولة و الممولة للحفرية.
- حالة الموقع وقت إعداد التقرير(مهدم أو مهدد بالانهيار، أو أعيد ترميمه).
- المكان الموجودة فيه اللقى الأثرية المكتشفة(متحف مثلاً).
- مكان حفظ سجلات الحفرية.
- التقدم بالشكر إلى كل من ساهم و ساعد في إجراء الحفرية.
ثانياً: ملخص موجز لنتائج الحفرية:
الغرض منه إعطاء نظرة عامة على محتويات التقرير تغني عن الإطلاع عليه كاملا في الحاجة للتفاصيل الواردة فيه، أو يوجه إلى ضرورة الإطلاع عليه لأنه يبين علاقته مع ما يحتاجه قارئه من معلومات، و هو ما يشمل ما يلي:
1- نتائج التوضع الطبقي في معرفة التتابع الحضري.
2- البقايا المعمارية الموجودة و علاقتها بهذا التتابع.
3- دور هذه العمائر المعروف أو المفترض.
4- المخلفات الأثرية التي أكتشفت خاصة الفخارية.
5- توضيح بعض اللقى الأثرية النادرة و ذات الخصائص المنفردة.
ثالثاً: وصف تفصيلي للمكتشفات المعمارية و لطبقات التربة:
يبدأ هذا الفصل بوصف المنطقة و طبيعة التربة التي يقع فيها الموقع، ثم يصف المكتشفات المعمارية بعد ترتيبها حسب مادة بنائها و حسب زمنها، و يكون مرفقاً بالصور التوضيحية(مخططات – مساقط – صور فوتوغرافية).
رابعاً: الملاحق: تضم ما يلي:
1- وصف لكل اللقى الأثرية المعثور عليها أو نماذج منه و تقسيمها حسب طبيعتها إلى:
- الفخار - الزجاج - الأدوات الحجرية - الأدوات المعدنية
- مواد خشبية و عاجية و عظمية - العملة - المخلفات الحيوانية....إلخ
فبعض هذه الملاحق يعدها المنقب نفسه لأنها لا تتطلب دراسات مدققة، و بعضها يعدها المختصون كل حسب تخصصه.
2- خريطة تبين موقع الحفرية بالنسبة لما يحيط بها.
3- مخططات للمعالم المعثور عليها.
4- مخططات لطبقات الموقع.
5- مقاطع لطبقات الموقع.
6- رسومات اللقى الأثرية خاصة منها الفخارية.
7- صور فوتوغرافية للموقع متنوعة (جوية و أرضية) و صور للقى الأثرية و المباني المكتشفة.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
المشاركات الشائعة
بحث حول اضطرابات التعلم: عسر الحساب
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
اختبار مهني في تخطيط انظمة الاعلام الآلي
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
Solution Concours Professionnel Assistaut Ingénieur Niveau 2
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
مقال عن نظم المعلومات
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق