ظاهرة الإعلام كخدمة عامة

مقدمة:

يعتبر الإعلام من أهم الخدمات العامة التي تساهم في توعية وتثقيف المجتمع، وتساعد في تحقيق التنمية الشاملة. ويتمثل دور الإعلام كخدمة عامة في نشر المعلومات والأخبار والتحليلات والآراء بشكل دقيق وشفاف، وتحقيق التواصل بين المختلفين ونقل المعلومات اللازمة لتحقيق التنمية والتغيير.

في هذا المقال، سنقدم تحليلاً شاملاً حول ظاهرة الإعلام كخدمة عامة، وسنسلط الضوء على دور الإعلام في خدمة المجتمع، ونوضح كيف يمكن للإعلام أن يكون عاملاً فاعلاً في تحقيق التنمية الشاملة.

دور الإعلام كخدمة عامة:

يعد الإعلام من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المجتمع، حيث يساهم بشكل فاعل في توعية الناس وتثقيفهم، ويحقق التواصل الفعال بين المختلفين، ويساعد في تحقيق التنمية الشاملة.

ويتمثل دور الإعلام كخدمة عامة في نشر المعلومات والأخبار والتحليلات والآراء بشكل دقيق وشفاف، وفي توفير المعلومات اللازمة للمواطنين لاتخاذ القرارات الصائبة، وفي مواجهة الفساد وتوفير المعلومات اللازمة للجهات المسؤولة لتحسين الخدمات والتنمية.

ويمكن أن يساعد الإعلام في تحقيق التغيير والتطور في المجتمع، وفي تحقيق المساواة بين المختلفين، وفي تحقيق العدالة الاجتماعية، وفي تشجيع الديمقراطية والمشاركة المجتمعية.

نحن نعيش في عصر الإعلام والتكنولوجيا، حيث يتواجد الإعلام بشكل لا يمكن تجاهله في حياتنا اليومية. فالإعلام أصبح أداة مهمة في نقل الأخبار والمعلومات والتوعية العامة للمجتمع، ويعد الإعلام كخدمة عامة أساسية في المجتمعات المتقدمة. ولذلك، فإن الحديث عن ظاهرة الإعلام كخدمة عامة يعتبر موضوعاً مهماً وحيوياً.

يتميز الإعلام بأنه يشمل عدة أنواع من الإعلام، مثل الإعلام التلفزيوني والإعلام الإذاعي والصحفي والإعلام الإلكتروني. ويتضمن هذا النوع من الإعلام نقل الأخبار والمعلومات والتحليلات والتعليقات على الأحداث المهمة التي تهم المجتمع. كما يقوم الإعلام كخدمة عامة بنشر الوعي والتوعية في المجتمع بشأن القضايا المهمة مثل الصحة والتعليم والبيئة والسياسة والاقتصاد، ويقوم أيضاً بدور مهم في الترفيه والثقافة.

ومن الجوانب المهمة للإعلام هي دوره في تشكيل الرأي العام وتوجيه الاتجاهات والمواقف في المجتمع. فالإعلام يمكنه تحويل القضايا المهمة إلى موضوعات عامة، وتوجيه اهتمام الجمهور إلى القضايا المهمة والحساسة التي تتعلق بمصلحة المجتمع وتحسين الوعي العام.

وسائل الاعلام والخدمة العمومية

تعد وسائل الإعلام من أهم الوسائل التي تعمل على توفير الخدمة العامة للمجتمع، حيث تقدم المعلومات والأخبار والتحليلات الهامة التي تساعد في نشر الوعي وتطوير المجتمع. ومن الناحية الأخرى، يعد المفهوم الصحفي أحد النظريات التي تدور حول تأثير وسائل الإعلام على المجتمع ودورها في توفير الخدمة العامة. إن الخدمة العامة هي الخدمة التي تقدمها الدولة للمواطنين لتحقيق المصلحة العامة وتطوير المجتمع. وتشمل هذه الخدمات التعليم والصحة والنقل والإسكان والأمن والسلامة والعدالة، والعديد من الخدمات الأخرى التي تساعد في تحسين مستوى المعيشة والحياة في المجتمع. وتلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في توفير هذه الخدمات، إذ تقوم بتقديم المعلومات والأخبار والتحليلات المتعلقة بهذه القضايا والمساهمة في نشر الوعي وتحسين الحياة في المجتمع. ومن الملاحظ أن نظريات الصحافة تعمل على توضيح دور وسائل الإعلام في توفير الخدمة العامة. ففي النظرية الليبرالية، ينظر إلى وسائل الإعلام كجهاز لتوفير المعلومات وحرية الصحافة، وبالتالي تعزيز الديمقراطية والمشاركة المدنية. أما في النظرية الوظيفية، فتنظر إلى وسائل الإعلام كجهاز يقوم بتوجيه الجمهور وتحديد المشكلات المهمة، وتوفير المعلومات اللازمة لحل هذه المشكلات.

مفهوم الخدمة العمومية:

يعني مفهوم الخدمة العمومية أن وسائل الإعلام يجب أن تعمل على تحقيق مصلحة المجتمع بشكل عام، وأن تخدم الجمهور بطريقة تتناسب مع احتياجاته ومتطلباته. وبموجب هذا المفهوم، يجب على وسائل الإعلام أن تضمن الشفافية والمساءلة، وأن تعمل على إثراء الحوار العام وتشجيع النقاش العمومي.
ومن خلال تقديم الخدمة العمومية، تعمل وسائل الإعلام على تعزيز الديمقراطية وتقوية المجتمع المدني. فهي تساعد على تعزيز الوعي والتثقيف لدى الجمهور، وتساعد على تشجيع المشاركة الفعالة في الحياة العامة.
 مفهوم الخدمة العمومية يتطلب من وسائل الإعلام العمل على تقديم المعلومات والأخبار بشكل دقيق وموثوق، وتجنب الإسفاف والإثارة الزائفة. كما يتطلب منها أيضًا العمل على تقديم مجموعة متنوعة من المحتوى وتوفير الفرصة للجمهور للتعبير عن وجهات نظرهم.
 يمكن أن تكون وسائل الإعلام على صلة وثيقة بالمجتمع المحلي وتعمل على تمثيل مصالحه. وبالتالي، يمكن للصحفيين أن يلعبوا دورًا مهمًا في تسليط الضوء على المشاكل والقضايا الهامة في المنطقة، وتشجيع التغيير الاجتماعي والاقتصادي.

العمل الإعلامي بين الخدمة العمومية والخدمة الحكومية

العمل الإعلامي هو من الأعمال الحيوية في المجتمعات الحديثة، إذ يساهم بشكل كبير في تشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو المسار الصحيح، وتنوعت الأشكال التي يأخذها العمل الإعلامي ما بين الخدمة العمومية والخدمة الحكومية. ولكن، يتساءل الكثيرون عن الفرق بين هاتين الخدمتين الإعلاميتين، وما هو مدى تأثيرهما على الرأي العام وعلى المجتمع بشكل عام؟

في الحقيقة، الخدمة العمومية هي المهمة التي تقوم بها الوسائل الإعلامية بتوفير المعلومات والأخبار والتحليلات والآراء، وذلك لخدمة المجتمع بشكل عام دون تحيز لأي جهة، بل بموضوعية وشفافية تامة. وتستند هذه الخدمة إلى مبدأ الشمولية، حيث يتم تغطية جميع الأحداث والقضايا التي تهم المجتمع بشكل عام، سواء كانت داخلية أو خارجية.

من ناحية أخرى، الخدمة الحكومية تهدف إلى تقديم المعلومات والأخبار والآراء التي تراها الحكومة مهمة وملائمة لمصالحها، وتتمثل هذه الخدمة في إصدار الإعلانات الحكومية والتقارير الرسمية والأخبار الحكومية الصادرة عن الحكومة ومؤسساتها المختلفة، وتركز هذه الخدمة بشكل أساسي على الأحداث الحكومية والمؤسسات الحكومية والقرارات الحكومية.

من الواضح أن الخدمة العمومية والخدمة الحكومية تختلفان تمامًا في ماهيتهما ومدى تأثيرهما على الرأي العام والمجتمع بشكل عام. إذ تهتم الخدمة الحكومية بتقديم الخدمات والإجراءات الحكومية للمواطنين والمقيمين في البلد، بينما تهتم الخدمة العمومية بتوفير الخدمات والمحتوى الإعلامي الهام والضروري للجمهور عمومًا. ومن هذا المنطلق، يجب النظر إلى العمل الإعلامي على أنه عمل يتنازع عليه الجوانب الحكومية والعامة في بعض الأحيان.

في حين أن الخدمة العمومية تسعى إلى تلبية احتياجات الجمهور العام، فإن الخدمة الحكومية تهدف إلى تنفيذ السياسات الحكومية وتقديم الخدمات للمواطنين. وبالتالي، قد يتم توجيه وتحريف المحتوى الإعلامي من قبل الجهات الحكومية لتلبية أجنداتها الخاصة وترويج سياساتها، وهذا ما يجب الحذر منه وتجنبه.

ومن هنا، يتأتى دور الصحافة ووسائل الإعلام المستقلة، حيث تعتمد على تقديم المعلومات بشكل صحيح وشفاف دون أي تدخل حكومي. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الصحافة يتطلب الكثير من الجهد والتحقق من المعلومات، إلا أنه يتمتع بالمصداقية والثقة من الجمهور، وهو ما يجعله قادراً على تقديم خدمة عامة حقيقية.

يجب أن تلتزم وسائل الإعلام بالمبادئ الأخلاقية والمهنية في عملها، مثل الحفاظ على سرية المصادر وتحري الدقة والتحقق من المعلومات، وهذا ما يمنحها المصداقية والثقة من الجمهور، ويساهم في تعزيز دورها كخدمة عامة.

الاتصال العمومي هو جزء أساسي من وظائف المؤسسات والهيئات العمومية، إذ يلعب دورًا مهمًا في تحقيق التواصل بين هذه المؤسسات والمواطنين. يعتبر الاتصال العمومي عملية تتطلب الكثير من العناية والاهتمام، حيث يجب على المؤسسات العمومية أن تتوفر لديها بعض المؤهلات اللازمة لتأمين الاتصال ورعايته وتنشيطه.

يمكن تعريف الاتصال العمومي بأنه عملية تبادل المعلومات بين المؤسسات العمومية والمواطنين والجماهير المختلفة بما يتناسب مع القوانين والتشريعات المعمول بها، وبما يخدم الصالح العام. ويمكن القول أن الاتصال العمومي يساهم في تطوير العلاقات بين المؤسسات العمومية والمجتمع، وتعزيز الثقة بينهما.

من الواضح أن الاتصال العمومي لا يمكن أن يتطور إذا لم تتوفر للمؤسسات العمومية بعض المؤهلات اللازمة لتأمين الاتصال ورعايته وتنشيطه. فعلى سبيل المثال، يتطلب الاتصال العمومي وجود خبراء في العلاقات العامة والاتصال، الذين يتولون مسؤولية تصميم وتنفيذ الاستراتيجيات اللازمة للتواصل مع المواطنين والجماهير المختلفة.

كما يجب أن تتوفر لدى المؤسسات العمومية وسائل الاتصال اللازمة، مثل الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتوفير النشرات والإعلانات والتقارير التي تخدم الصالح العام وتعزز الثقة بين المؤسسات العمومية والمواطنين.