البحث التاريخي: الاشكالية والفرضية

البحث التاريخي: الاشكالية والفرضية

 

يعد البحث التاريخي أحد الأساليب الهامة التي يتم استخدامها في العلوم الاجتماعية والإنسانية. يهدف هذا البحث إلى فهم الحوادث التاريخية وتحليلها والبحث عن العوامل التي أدت إلى حدوثها. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يتطلب البحث التاريخي تحديد الاشكالية والفرضية.

الاشكالية هي المشكلة التي يحاول الباحث حلها من خلال البحث التاريخي. وتكون الاشكالية محددة وواضحة وتتمحور حول موضوع يمكن التعرف عليه بوضوح. فالباحث قد يحتاج إلى فهم حدث تاريخي أو لمعرفة الأسباب والنتائج التي أدت إلى حدوثه أو لتحليل النماذج السلوكية أو السياسية أو الاجتماعية التي ترتبط بهذا الحدث.

بعد تحديد الاشكالية، يقوم الباحث بصياغة الفرضية. وتشير الفرضية عادة إلى العلاقة بين العوامل المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الحدث التاريخي المدروس. ويتوقع الباحث إثبات هذه الفرضية أو نفيها من خلال البحث التاريخي. ويجب أن تكون الفرضية مدعومة بأدلة قوية ومؤثرة ويجب أن تكون متعلقة بالاشكالية التي تم اختيارها.

يمكن الحصول على الأدلة التي تدعم الفرضية من خلال البحث في المصادر التاريخية المختلفة مثل الوثائق الرسمية والكتب والمقالات والصحف والمجلات والأفلام والصور واللوحات وغيرها. كما يمكن الاستعانة بالمقابلات مع الشهود العيان والخبراء في الموضوع المدروس.

علاوة على ذلك، يتطلب البحث التاريخي الق

ن الواضحة والدقيقة والمنطقية والمنظمة للأدلة والحقائق التي تم جمعها. ويتطلب البحث التاريخي أيضًا التحليل والتفسير لهذه الحقائق والأدلة وإعطاء معنى لها.

بعد جمع الحقائق والأدلة وتحليلها، يجب على الباحث كتابة تقرير يصف ما تم العثور عليه والتحليل الذي تم القيام به والنتائج التي توصل إليها. ويتطلب هذا التقرير القدرة على الكتابة الأكاديمية والقدرة على تنظيم الأفكار بشكل منطقي وجذاب.

وفي النهاية، يجب على الباحث الاهتمام بالمصداقية والدقة والعدالة في البحث التاريخي. ويجب تجنب التحيز والتزوير والتحريف والاعتماد على مصادر غير موثوقة. وعند استخدام مصادر أو أفكار أو تصورات أخرى، يجب الاعتراف بها وذكرها بشكل صريح ووضوح. فالبحث التاريخي هو عملية تحليلية ونقدية وتحتاج إلى توخي الدقة والحيادية للوصول إلى نتائج موثوقة وصحيحة